حزب ينتقد تدبير سطات.. الجماعة توضح

انتقد الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بمدينة سطات طريقة تدبير قضايا الشأن المحلي بالمدينة، مشيرا إلى ما يعتريها من اختلالات، وانعكاسها على حاجيات الساكنة بسبب عدم ارتقاء الحاجيات إلى المستوى المطلوب، وعدم استجابتها للجودة والفعالية والحكامة، فضلا عن فقدانها روح المسؤولية ونكران الذات أحيانا كثيرة.
وأعرب الفرع المحلي لحزب “الكتاب” بسطات، من خلال بلاغ توصلت به هسبريس، عن شجبه للهجوم الشرس والمستفحل على الملك العمومي بكل أشكاله ومستوياته، من قبل الباعة الجائلين والمحلات التجارية والمقاهي، فضلا عن تحويل الملك العمومي إلى حدائق خاصة للأشجار المثمرة أو إلحاقه بالسكن الرئيس وتسييجه في عمل فوضوي، على حساب حركة السير والجولان، أمام صمت مهيب للمجلس الجماعي والسلطات المحلية بمعظم أحياء المدينة.
وسجل فرع التقدم والاشتراكية بسطات عدم رضاه التام عن حالة الإنارة العمومية، التي ظلت على مر المجالس الأخيرة تتسم بالرداءة، سواء على مستوى المصابيح المستعملة أو الأعمدة الكهربائية المهترئة، وهو ما يشكل خطرا على حياة المواطنين وسلامتهم. واستغرب حزب “الكتاب” طغيان عامل الانتقائية في اختيار الدروب، حيث ينعم على بعضها بالإنارة، فيما تترك أخرى في ظلام دامس.
وأشار البلاغ ذاته إلى قلة الفضاءات الخضراء بالمدينة، فضلا عن تراجعها الكبير على مستوى الجودة، إن وجدت أصلا، مضيفا أنه لا يكاد يحدث تجمع سكني حتى يطرح التساؤل حول برمجة الحدائق العمومية والفضاءات الخضراء، رغم توفر المساحات العقارية، التي تظل حبرا على ورق وتتحول بقدرة قادر إلى إسمنت تدر من ورائه أرباح كثيرة.
ورفض التنظيم السياسي ذاته تعاطي الجهات المسؤولة مع ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والدواب الشاردة عموما، رغم النداءات المتكررة من قبل الفئات المتضررة، بعدما أصبحت الظاهرة تهدد سلامة الساكنة وأرواحها، مشيرا إلى أنه تقدم للساكنة تبريرات واهية من قبل المسؤولين، وهو ما يدل على عجزهم عن التدخل لتخليص الساكنة من هذه المعاناة اليومية.
وأرجع حزب التقدم والاشتراكية أسباب ما وصفه بالاختلالات البنيوية والوضع المتردي بالمدينة إلى ضعف الجهات الموكول إليها التسيير والإشراف حسب الموقع والاختصاص، سواء المجلس الجماعي أو السلطات المحلية أو باقي القطاعات الحكومية، التي من المفروض أن تحرص على الخدمات والسعي نحو جودتها، وحمايتها من العبث وأيدي المفسدين والاغتناء الفاحش على حساب حاجيات الساكنة ومعاناتها، داعيا الجميع إلى تحمل المسؤولية والعمل من أجل النهوض بأوضاع المدينة، والتجاوب السريع مع متطلبات الساكنة.
وتفاعل المجلس الجماعي بسطات مع بلاغ التقدم والاشتراكية المشكل لأغلبية المجلس الجماعي، بإصدار بلاغ أوضح فيه أن حزب “الكتاب” تجاهل أن مختلف المظاهر السلبية التي سردها تعتبر تركة ثقيلة، ورثها المجلس الحالي عن المجلس السابق، وعلى رأسها الاحتلال العشوائي للملك العام، وانتشار الأسواق العشوائية والأكشاك بالقرب من المؤسسات التعليمية.
وأشار في السياق ذاته إلى قيام لجنة مختلطة من مصالح الجماعة والسلطة المحلية بمعاينة ظاهرة الاستغلال المفرط للملك الجماعي العام أمام المحلات التجارية بالأقواس، مضيفا أنه وجهت الإنذارات اللازمة لتسوية الوضعية، وأن المسطرة جارية حسب الاختصاص في إطار القانون.
وحول وضعية الإنارة العمومية والفضاءات الخضراء، استحضر المجلس الجماعي الآثار السلبية لجائحة “كورونا” على نمط التدبير العمومي بصفة عامة، وذكر بمقتضيات دورية وزير الداخلية، التي فرضت التأشير المسبق للولاة والعمال على التراخيص، باستعمال أي نفقة من طرف رؤساء الجماعات الترابية، ولو كان مصادقا ومؤشرا عليها بالميزانية.
وأشار المجلس في الموضوع نفسه إلى الدورية الوزارية عدد 9744 الصادرة بتاريخ 11 يوليوز 2020 والدورية الوزارية عدد 8333 الصادرة في 17 ماي 2022 بشأن عدم السماح بصرف النفقات المتعلقة بمجالات التهيئة الحضرية والمناطق الخضراء والإنارة العمومية، مضيفا أن فرق الموظفين الخاصة بالقطاعين تبذل كل ما في جهدها للحفاظ على أداء تلك المرافق العمومية لوظائفها.
وعلى مستوى ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والدواب الشاردة بالمدينة، أوضح المجلس أن الظاهرة عامة وموجودة بباقي المدن والجماعات، نظرا لمنع استخدام مادة “لاستريكلين” لقتل الكلاب الضالة، فضلا عن دورية وزير الداخلية عدد 12059 بتاريخ 28 يونيو 2019، التي تؤكد على المنع، وتوصي الجماعات الترابية بضرورة اعتماد مقاربة وقائية، تبدأ بتجميع الكلاب في مستودعات مجهزة وترقيمها وتلقيحها قبل إرجاعها إلى أماكنها.
وختم المجلس الجماعي لسطات بلاغه التوضيحي بالإشارة إلى أنه عازم على تحدي كل الصعوبات والعراقيل والإكراهات التي تعترضه، حتى يكون في مستوى الثقة التي قلدها إياه المواطنون، بكل ما يتطلبه الأمر من حنكة ورزانة ومسؤولية. وأكد أن مؤسسة رئاسة المجلس وجميع هياكله ومصالحه موضوعة رهن إشارة الجميع للتعاون والتفاعل مع كل المقترحات البناءة للرفع من مستوى المرافق الجماعية، وتطوير وتنمية المشهد الحضري للجماعة الترابية سطات.