وطنية

الحجمري يناقش بناء الهوية المجتمعية

الحجمري يناقش بناء الهوية المجتمعية
صورة: أرشيف

هسبريس من الرباطالثلاثاء 26 يوليوز 2022 – 02:33

ألقى عبد الفتاح الحجمري، مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط، محاضرة ضمن برنامج محاضرات مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، تناول فيها جملة من القضايا: لأي شيء تصلح المعاجم؟ المبادئ العامة في توحيد وتقييس المصطلحات – أهمية المرصد العربي للمصطلحات العلمية والتقنية الموحدة- Arabterm – المصطلح الموحَّد والتخطيط اللغوي.

ووقف الحجمري في محاضرته على بعض مبادئ توحيد المصطلح العلمي والتقني والحضاري العامّ، وما اتصل منها بضرورة وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهة بين مدلول المصطلح اللغوي ومدلوله الاصطلاحي، وكذا وضع مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد ذي المضمون الواحد في الحقل الواحد، أي تجنب تعدد الدلالات للمصطلح، وتفضيلُ اللفظ المختصِّ على اللفظ المشترك، وأهمية استقراء وإحياء التراث العربي، خاصة ما استُعمل منه، أو ما استقر منه من مصطلحات علمية عربية، صالحة للاستعمال الحديث، وما ورد فيه من ألفاظ معرَّبة.

كما شدد المحاضر ذاته على ضرورة مسايرة المنهج الدولي في اختيار المصطلحات العلمية، باعتماد التصنيف العشري الدولي لتصنيف المصطلحات، حسب حقولها وفروعها، وذلك بتفضيل الكلمة الشائعة على الكلمة النادرة أو الغريبة، واعتبار المصطلح المعرب عربيا يخضع لقواعد اللغة، ويجوز فيه الاشتقاق والنحت، وتستخدم فيه أدوات البدء والإلحاق، مع موافقته للصيغة العربية.

واستخلص الحجمري أن التعريب ليس قصورا في اللغة العربية، كما أن فلسفته العامة لم تعد كامنة في ما يمكن أن تستفيده اللغة العربية من اللغات الأخرى، بل في توفير معرفة تفيد بها اللغة العربية اللغات الأخرى، وتنمِّي الوعي النقدي بالمعرفة المعاصرة، مادامت كل اللغات تقترض من بعضها البعض عند وضع وتوليد المصطلحات، على أن يكون التعريب مصحوبا بتقوية اللغات الأجنبية وإتقانها.

وعن أهمية الرصد التشاركي للمصطلحات قال المتحدث ذاته إن أهميته تكمن في إغناء اللغة العربية بالمُسْتجدّ، ولن يكون ذلك ناجعا إلا بالانفتاح على بنوك المصطلحات العربيّة والأجنبيّة، موردا أن من شأن هذا التوجه الذي يعتمد التصنيف المصطلحي الموحَّد أن يُيسّرَ تخزين المصطلحات ومعالجتها، وفق ما هو معمول به في مركز المعلومات المصطلحية (infoterm) بفيينا، أو ممّا هو مُعتمد من قبل منظَّمة التقييس الدوليّة في جنيف (iso).

وختم الحجمري محاضرته بالقول: “إن كل سياسة لغوية تستمدّ مقوماتها من مختلف مناهج تعليم وتعلم اللغة العربية، ولأن اللغة كائن حيّ خاضع لمواضعات المجتمع وتحوّلاته، فالمجتمع هو الذي يفرض اللغة ويجدد استعمالها، ولذلك فهو يحتاج دوما إلى لغة جديدة، مثلما تحتاج هي أيضا إلى تجديد تصوّراتها في الثقافة والسياسة والاقتصاد لتظل منتمية لروح عصرها؛ ولأن كل المجتمعات متعددة لغويا وثقافيا، فإنه ليس بإمكانها أن تبني هويتها بمعزل عن التواصل مع بقية المجتمعات واللغات، لذلك لا بد من إعادة النظر في تعليم اللغة العربية بأهداف جديدة وتنويع مجالات تدريسها، وكذا مضامين حصص اللغة العربية، حتى تكون أكثر وظيفية؛ كما أن تكامل مناهج تعليم اللغة العربية مع مناهج الموادّ الأخرى من شأنه أن يسهم في تجديد مهارات التّعلّم الأساسية”.

اللغة العربية المجتمع عبد الفتاح الحجمري

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button